الحاسب شهد العالم خلال القرن العشرين تطوراتٍ هائلة، وقفزات نوعيّة لجهاز الحاسب، أو الحاسوب؛ الذي يُعتبر المخترع الأهمّ من بين سائر المخترعات الأخرى؛ حيث نال هذا الاختراع اهتماماً من قبل الجميع الذين عملوا على توظيفه واستغلاله بأفضل شكلٍ ممكن، وفي كافة الأنشطة الإنسانية المختلفة. على الرغم ممّا قدمه، ولا زال يقدّمه جهاز الحاسب من خدمات للنّاس، إلا أنّه لا يخفى على أحدٍ أنّ لهذا الجهاز سلبيات أيضاً، استطاعت أن تخلق مشكلات عديدة لدى مستخدميه. ومن هنا فإنّ وجود سلبيات للحاسب لا يعني الاستغناء عنه، فقد بات من المستحيل القيام بذلك نظراً لكونه يُعتبر حجر الأساس للنهضة الحديثة التي طالت كافّة المجالات والصعد، وإنّما ينبغي التعامل معه بحكمة، لتجنّب أكبر قدرٍ من الضرر. وفيما يلي نُسلط الضوء على بعض أبرز هذه السلبيات. سلبيات الحاسب يتسبّب الاستخدام الطويل للحاسب بأضرارٍ صحيّة لا تُحمَد عقباها، خاصّة في العينين، والرقبة، والعمود الفقري، والرسغ، وغيرها، الأمر الذي يعمل على إعاقة حياة الإنسان، وعدم منحه القدرة التامّة على ممارسة الأنشطة الحياتيّة الأخرى المُهمّة، إلى جانب اضطراره للحصول على العلاجات الطبيّة الضروريّة لمعالجة ما أصابه من اعتلالاتٍ؛ لذلك فإنّ الجلوس لفتراتٍ طويلة أمام شاشة الحاسوب دون حركة قد يتسبب بارتفاع كتلة جسم الإنسان بشكلٍ كبير، وبالتالي إصابته بالسمنة، والتي تُعتبر أم الاعتلالات التي تُصيب الإنسان؛ ذلك أنّها كفيلة بالتسبب بأمراض القلب، والسكري، وضغط الدم، والسرطان، وغيرها. يعزل الحاسب الإنسان عن محيطه الاجتماعي، ممّا قد يؤدي إلى إصابته بآثارٍ نفسيّة خطيرة ناتجة عن فقدان القدرة على التواصل الاجتماعي السليم، وممارسة الحياة بشكلٍ طبيعيّ، بعيداً عن العوالم الافتراضيّة، والأوهام، وغيرها. يستخدم بعض الأشخاص الحاسب في استخداماتٍ لا أخلاقيّة؛ كالتجسس، واختراق الأجهزة الأخرى، وسرقة بياناتها، ومعلوماتها، وغير ذلك، ولعلّ استخدام الحاسب للدخول إلى المواقع الإباحيّة يُعتبر من أخطر الأمور التي تُتهدد روَّادها، وذلك نظراً للآثار النفسيّة الخطرة التي قد تتركها مثل هذه الممارسات السلبيّة. يُدخل بعض الأفكار الخاطئة وفي كافّة المجالات إلى عقل الإنسان، وذلك من خلال الاكتفاء بالمعلومات التي تقدّمها شبكة الإنترنت، وجهاز الحاسب دون الرجوع إلى المختصين؛ لذلك فإنّ جهاز الحاسب، وشبكة الإنترنت كفيلان معاً بتقليل معدلات القراءة لدى كثير من الناس، خاصّة بعد الانتشار الهائل لمحركات البحث المختلفة، التي عملت على وضع المعلومة جاهزة بين يدي الباحث. يحرم الحاسوب الإنسان من التجارب الحياتيّة المفيدة؛ ويكون ذلك من خلال إدمان استخدام الحاسوب، وعدم الاكتراث ببمارسة الحياة بشكلٍ طبيعيّ، الأمر الذي قد يُؤدّي إلى حصول الإنسان على خبراتٍ حياتيّة فقيرة، ومحدودة.
الإبتساماتإخفاء